لكي تشاهد تحتاج مكان تشاهد منه لو بتتفرج على مشهد او تلفزيون او سينما
هذا بالنسبة للناحية الهندسية للزوايا والتصوير
ما هو علاقة هذا بالناحية النفسية؟
كان فى حكمة بتقول بص لنصف الكباية المليان ودى كل الناس عارفاها
ولكن اللى ما اخدناش بالنا منه أن الكباية بيبقى فيها نص فاضى ونص مليان وانت بتحدد بعينك الزاوية اللى هاتلقطها عدسة العين
طيب بردوا يعنى ايه الكلام دة
لو دخلنا فى علم الأمراض النفسية والطب النفسى هانلاقى ان المريض النفسى شخص بيشوف بعينه هو ومن زاويته الاحداث والحياة
يعنى هاتلاقى مثلا مريض الفوبيا phobia اللى هو معناها شخص مريض بالخوف المرضى المبالغ فيه من اى حاجة معينة
هاتلاقى الشخص دا شايف الحياة من زاويته هو
بمعنى أنه لو بيخاف من المرتفعات مثلا فهذا معناه أنه شايف المكان اللى هو واقف فيه من زاوية مختلفة خاصة به مع أن ملايين الناس واقفة معاه ومش خايفين , إنما هو شايف المكان من زاوية الخوف أن المكان ممكن يقع أو هو اللى هايقع أو أنه خايف ليلقى بنفسه من المكان
ولو دققت فى مريض البارانويا وهى نوع من الفصام اللى هو فى الأساس مرض عقلى وفيه بيتخيل الشخص نفسه يا اما عظيم جدا يا اما مضطهد والمخابرات العالمية والموساد وكل الناس بتطارده وعايزه تغتاله
هاتلاقى ان الشخص دا شايف الدنيا من المنظور الخاص به فقط
علشان كدا فرويد وهو نقدر نقول عليه كبير العلماء النفسيين وأكبر معالج نفسى أخد حفاوة كبيرة من التاريخ
كان بيقول أن العلاج بالتحليل النفسى Psychoanalysis الوصول للقمة فيه بيكون عند وصول المريض للاستبصار بحالته insight وهو ان المريض يوصل لمعرفة سبب مرضه وماهية مرضه أو بمعنى ادق خبايا مرضه علشان يقدر يمشى عكسه
وبلغة تانية يقدر يشوف الدنيا من زاوية تانى
طبعا هي فكرة بسيطة جدا وتظهر إنها سهلة
لكنها من أصعب مايمكن وبعد ما جمعت خبرة لابأس بها في المجال التطبيقى أقدر اقولكم إنه من الصعب الوصول للاستبصار فعلا
وأن الشخص اللى بيوصل لهذا بيغير حياته وبيطلع من مرضه ومن مشاكله كلها
ومن هنا جاتلى الفكرة وهى تحويل الزاوية المرضية أو زاوية المشاكل اللى تاعباك فى حياتك إلى زاوية تانية
وتعالى نطبقها بمثال :
لو انت مثلا عليك ضغوط كبيرة جدا فى حياتك من الشغل الصبح للشغل بعد الظهر لطلبات البيت لمسؤليات إجتماعية
كل هذا أنت شايفه من زاوية انه ضغط ومش لاقى وقت تستريح فيه وأن الدنيا ضيقة جدا والحياة مقفلة هاتحس بالإحباط والتعب وهاتبقى عايز أنك تقعد كام يوم تستريح فيهم وهاتدور على عطف وشفقة اللى حواليك وممكن تدخل فى مزاج إكتئابى وبالتالى
هاتعمل كل حاجة بلامعنى من غير أى إهتمام أو حب كل هذا من زاوية أنت شوفت حياتك منها
إنما أنت لو جربت تغيرها وتشوف من زاوية تانية
وشفت إنك طول ما أنت بتشتغل فأنت سعيد لإنك بتنتج ولأن الدنيا ما اتخلقتش علشان نرتاح فيها وإن ربنا قال لسيدنا ادم (فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الجنَّة فَتَشْقَى)
وأن الارض دائما مهمتنا فيها العمل وأن طول ماهو بيشتغل هو ثابت وجوده وله دور فى الحياة على عكس الشخص الميت وهو حى لا أحد بيحس بوجوده ولا حد حاسس أنه موجود أصلا
كمان لو طبقنا نفس الفكرة على اضطراب الفوبيا phobia هانلاقى أن الشخص فى العلاج كل أملنا بنحاول أننا نوصله إنه بدل ما بيشوف المكان اللى بيخاف منه لانه مرتفع مثلا وأنه هايقع إننا نخليه يقف فى المكان ويتأمل الجمال الموجود من فوق وأنه يشوف الحياة خصوصا حياته هو من زاوية تانية
جرب تشوف حياتك من أكتر من زاوية لأن الحياة عمرها ماكانت أبيض ولا أسود الحياة فيها ألوان كتير
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
1 التعليقات: