هناك العديد من المثبطات والمهدئات التي نعطيها لأنفسنا لكي نكره الحياة ونكره أنفسنا
لكن حينما ندقق قليلا سوف نجد أن الحياة لها بعد أخر
من البداية والإنسان دائما ما يدور فى مركز حول نفسه ويحاول الفكاك من اثر الأنانية إلى الاجتماعية التي هي في طبعه وتكوينه
من المقدمات الفلسفية دى هانلاقى إن الإنسان محتاج انه يقدر ذاته مش يكون متمركز حولها
ودا فرق كبير لان التمركز حول الذات بيوصل للحب الذاتي المبالغ فيه اللي بنسميه النرجسية وهى إن يكون الفرد عابد لذاته
إنما ما نقصده هنا هو أن تقدر ذاتك
أنت تريد أن تتعلم لذاتك تريد أن تعمل لذاتك تريد أن تكون شخص ناضج محب للحياة وللناس منتج لذاتك
و بالتالي في أي صدمات أو مواجهات مش هاتهتز ثقتك بنفسك ولا هتتقوقع وتدخل فئ كهفك وتصاب بالاكتئاب من اقل صدمة
يعنى لو أنت بتقدر ذاتك اللي خلقها ربنا وكرمك بيها وسخر لها حاجات كتيرة في الكون
علشان تبقى بني ادم وتحس بوجودك مش علشان اى حد
علشان كدا لو شخص بيحب شخص أخر زى شريكة حياته وفى احد الأيام فضلت احد عليه وطلبت الطلاق من الممكن انه ينظر إلى نفسه نظره تشوبها الدونية والاستحقار لنفسه وانه اقل من الناس جميعا بدليل أنها فضلت شخص أخر عليه
أو اثنان من الأصحاب أرادا أن يخطبا إحدى الفتيات وقبلت احدهما ورفضت الأخر فيعتقد أن صديقه أفضل منه وانه إنسان سيء ولا يستحق شيء
فلماذا يفرح وهو يرى أن الناس تراه هكذا
تعالى نتأمل المثال دا الأول ونجاوب على اللي فات
احدى السيدات بعد أن وصلت إلى سن يتجاوز ال 40 من العمر قالت إنها تريد أن تتعلم القراءة والكتابة
لماذا؟
لنفسها وكانت بتقوله أنها مش عايزة تتعلم لا علشان وظيفة ولا علشان مفاخرة أو شيء من هذا القبيل
كم من الناس تتعلم الكتابة من اجل الوظيفة من اجل التفاخر من اجل تقضية الوقت
إنما لان هذه السيدة قدرت نفسها فهي تريد أن تتعلم لنفسها لان ربنا أعطى لها قيمة كبرى وهى نفسها
يقول تعالى :
(ولقد كرمنا بني ادم) , (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
إذا أنت مكرم من رب العالمين فلو رجعنا للأمثلة السابقة فهى اختارت صاحبك علشان هو النمط المناسب ليها يعنى هيه مش نمطك وانك لما هاتلاقى نمطك اللي بتفضله هيقابلك هو كمان
رفض الناس ليك مش بالضرورة معناه انك شخص سيء والدليل إن سيدنا نوح وسيدنا لوط والكثير من الأنبياء رفضهم أهلهم حتى سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مضطهدين
تقديرك لذاتك وقبولك ليها لازم يكون غير مشروط
مش لو عملت كذا هاحب نفسي
أنت بتقبل ذاتك لكن مش يترضى عنها
وأيه الفرق؟
القبول انك بتقول إنا قبلت نفسي بكل ما فيها لان دى خلقة ربنا وعطاءه
وعدم الرضا انك مش بتعجبك حاجات فى نفسك وعايز تغيرها
اللى بيرضى بنفسه مش بيحب يغير فيها حاجة ويقول ليس في الإمكان أبدع مما كان إنما اللي يقبلها بيكون متقبل إن جواه خير وجواه شر إن جواه طيب وأحيانا بتظهر نزعات شريرة شوية إن الخير ده فطرته وأكيد هايتغلب على اى عوائق جواه
أنا بحب نفسي وقابلها بحلوها وبكل ما فيها
إذا اقتنعت بالجملة اللي فاتت بكل حروفها أصبحت شخص زى الجبل مش بسهولة تأثر فيه الرياح
إنا بحب نفسي ومتقبلها على حالها في ناس ستختلف معي لكن أكيد في ناس ستتفق معي
واني مش هاكبت حاجات جوايا علشان الناس دى ترضى عنى لأنهم إذا حصل دا فاهيكون دا اسمه نفاق لأني أظهرت غير نفسي ليهم
إنما اللي هيحبني زى ما أنا دا شخص هايكون بيحبنى لذاتى
وحب الناس أو كرههم ليا – مادام أنا براعي ربنا في كل حاجة – مش هيغير حاجة
إذا كان ربنا الناس ما اتفقتش عليه ولا زال إلى الآن ناس كفار وملحدين هايتفقوا عليا أنا
اقبل نفسك لأنها تستحق

1 التعليقات: