أولاً : الحدود والمرشحات Filters :
هناك 3 عوامل تحد من إدراكنا للعالم وتقيده:

اللغة .
المعتقدات والمبادئ والقيم .
والآن سنتطرق لكل منها بالتفصيل المفيد ان شاء الله :
1- الحواس :
الحواس ****ذ العقل إلى العالم وقنوات الإدراك له ؛ لكن قدرتها محدودة وإمكاناتها متناهية . فالعين البشرية تبصر ضوء على بعد عشرة أمتار إلى 45 كيلوا متراً في الليلة الصافية الظلماء ؛ أي أن هناك حداً للإبصار يسمى "عتبة الإبصار"؛ وهناك كذلك "عتبة السمع" فمثلاً عتبة السمع لصوت حركة ساعة اليد هي 7 أمتار ؛ ولحاسة اللمس حدود كذلك فيمكنك أن تحس بقطعة نقود تسقط على يدك ؛ ولكنك لا تحس بذرة غبار تسقط على جسمك ؛ أي أن هناك "عتبة الإحساس" ؛ وكذلك الأمر في حاستي الذوق والشم .
إذن للحواس محدودية تسمى " عتبة الإحساس" ولو لم يكن لحواسنا حدود لما احتجنا إلى التليسكوبات والمجهر ومكبرات الصوت والتلفزيون والراديو و الهاتف ... ألخ .
وأمر آخر يختص بالحواس وهوإدراكها و إحساسها للفروق ؛ فكيف نميز بين لونين أو صورتين أو جسمين أيهما أثقل من الآخر أو صوتين أيهما أعلى وأشد تردداً؛وهذه الحدود الدنيا للفروق تسمى " عتبة الفروق" ولذلك نلجأ إلى الميزان والمسطرة وأدوات القياس الأخرى لعجز حواسنا عن التمييز بصورة دقيقة .
وناحية ثالثة تحد من إدراكنا للعالم عن طريق الحواس هي حدود الحزمة أو " عتبة الطيف" فنحن نرى موجات الضوء المحصورة بين طول موجات الضوء البنفسجي 380 نانومتر ؛ وطول موجات الضوء الأحمر 780نانومتر . وكذلك السمع ؛ فالأذن البشرية تسمع الأصوات التي يتراوح تردد موجاتها بين 20 و20000 ذبذبة في الثانية ؛ لذلك لا نسمع الأمواج فوق الصوتية لأن ترددها يزيد على 20000 ذبذبة في الثانية ؛ لكن هناك مخلوقات أخرى تسمع هذه الأصوات كالخفاش .
فالحواس إذن محدودة مقيدة في 3 أنواع من الحدود لا تتجاوزها :
عتبة الإحساس .
عتبة الفروق .
عتبة الطيف .
إضافة إلى ذلك ؛ فهناك خداع للحواس وأمثلتها بالصور كثيرة جداً ؛ فالسينما مثلاُ ليست إلا خدعة لحاسة البصر ؛ إذ أنها سلسلة متعاقبة من الصور الثابتة لا تدرك العين تعاقبها ؛ وكذلك التلفزيون خدعة لأنه عبارة عن نقطة مضيئة تتحرك على الشاشة بسرعة متناهية ... وهكذا . إن محدودية الحواس نعمة من الله سبحانة ( إنا كل شئ خلقناه بقدر ) القمر-49 .
2- اللغة :
هي الكلام المسموع أو المكتوب ؛ ماذا تعني كلمة ((غنى))؟
لكل شخص فهمه لهذه الكلمة : هل الغنى هو كثرة المال أم القناعة – وهي كنز لا يفنى – أم غنى النفس أم العمل لما بعد الموت – الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت – ؛ أم أم أم أم ..... لكل شخص فهمه وإدراكه الخاص.
وهناك 3 عيوب تتعلق بطريقة استخدامنا للغة مما يؤثر على إدراكنا وفهمنا للعالم :
العيب الأول هو : التعميم :
نسمع البعض يقول : لا يوجد خير في الدنيا ؛ لا يوجد أصدقاء مخلصون ؛ كل البضائع سيئة .. وهذا خطأ كبير إذ أنه أطلق قاعدة عامة وشمل فيها كل شئ ؛ والله سبحانة لم يخلق شراً محضاً .. إذن ؛ التعميم يقلل من الدقة التي ندرك بها العالم .
مثال : عندما أقول سيارة ولا أحدد نوعها أو موديلها فكل منكم ستتراءى له صورة سيارة مختلفة عن الصورة التي تراءت لغيره .. وهكذا .
العيب الثاني هو : الحذف :
نقول انتهى الدوام ؛ وضربه ابن الجيران ؛ وسيارته تعطلت ؛ حسناً دوام من انتهى ولماذا ؟ ومن هو ابن الجيران وضرب من ؟ وما نوع السيارة التي تعطلت وما هو العطل الذي أصابها ؟ هنا تجد الكثير من المعلومات التي حذفت ولكننا نكتفي بهز رؤسنا بنعم أو لا .
الحذف ينقص من إدراكنا للعالم ؛ ولكننا نمارسه بطريقة لا واعية ؛ إقرأ العبارات التالية بسرعة :
ماذا قرأت الآن ؟ باخرة في البحر ، عصفور في الحديقة .. دقق النظر في الصورة ؛ أليس هناك احتمال أنك تكون حذفت كلمتان أو حرفان !! الحرف((في)) في كل عبارة من العبارتان التي قرأتهما في الصورة .
العيب الثالث : التشوية :
نقول :من الواضح البين ؛ هذا أفضل من ذاك ؛ ينقصه التقدير ؛ ونسأل : هو واضح وبيّن لمن ؟ وأفضل بأي مقياس ؟ وكيف ينقص التقدير وبأي طريقة ومقياس ..
كثير من الأعمال الأدبية والفنية لا تعبر عن معنى حقيقي في هذا العالم ولكننا نتقبلها وأحياناً نستمتع بها . إن لموضوع اللغة أثراً كبيراً على إدراكنا للعالم ؛ لأننا نتلقى أكثر المعلومات في حياتنا عن طريق اللغة سماعاً وقراءة ؛ وكذلك نعبر عن أفكارنا وتجاربنا ومشاعرنا باستخدام اللغة ؛ وأي نقص أو خطأ في الأخذ أو العطاء يشوه إدراكنا للعالم أو يحده .
اللغة والكلام :
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
أو كما يقولون ، المعنى في بطن الشاعر .. دعونا نتعرف على هذا المعنى :
قال الإمام الغزالي في المستصفى في أصول الفقه : ( إن الشئ في الوجود أربع مراتب : حقيقة في نفسه ، وثبوت مثاله في الذهن ويعبر عنه بالعلم التصوري ، الثالث تأليف أصوا بحروف تدل عليه وهي العبارة الدالة على المثال الذي في النفس ، الرابع : تأليف رقوم تدرك بحاسة البصر دالة على اللفظ وهي الكتابة ) أ.هـ.
إذن مراتب الشئ في الوجود هي :
فإذا قلت لك أني رأيت زهرة ، فإن المعلومات تصل إليك بعد مرورها بمرحلتين :
مرحلة نشوء العلم بالزهرة فب ذهني .
مرحلة تعبيري عن الزهرة بلفظ " الزهرة " .
وفي كل مرحلة من المرحلتين يفقد قسم من المعلومات التي تتعلق بالزهرة ، بمعنى : عندما أرى الزهرة وينشأ لها مثال في ذهني ، فإن هذا المثال لا يعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الزهرة التي رأيتها ، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك النقص في المعلومات " مرشح الحواس كما ذكرنا في بداية هذا الدرس " فما هي درجة حمرة لون الزهرة إن كانت حمراء ؟ وما حجم الزهرة وأبعادها الحقيقة ؟ وكم ورقة ملونة فيها ؟ يصعب تحديد ذلك بالحواس .... وهكذا ؛ قد يستغرق وصف الزهرة بهذا الشكل الدقيق عدة صفحات لنصل إلى إدراك تام لها ! ولكننا لا نفعل ، وبالتالي فإن حقيقة الزهرة في ذهني قد تكون 50% من حقيقتها في نفسها !.
والآن عندما أقول لك " زهرة " وتسمعها أو تقرأها مني ، فإنك تنشئ علماً في ذهنك من اللفظ الذي سمعته أو الكلمة التي قرأتها ليس إلا ، حيث أنك لم تر الزهرة بنفسك ..
إذن ، المعلومات التي في ذهنك الآن عن الزهرة أقل من المعلومات التي في ذهني لأنني رأيتها بينما أنت لم ترها وإنما سمعت لفظة معبرة عنها فحسب !
لفنرض أن المعلومات التي في ذهنك الآن عن الزهرة هي 50% من المعلومات التي في ذهني ، هذا يعني أن ما في ذهنك عن الزهرة الحقيقية هو 25% فقط !!!
لا شك أن هذه النسب إفتراضية ولكن المهم هنا هو بيان النقص الكبير في المعلومات الذي ينتج عن محدودية الحواس ومحدودية اللغة التي نستخدمها للتعبير عن الحقائق ..
3- المعتقدات والقيم :
إن نظام الإيمان والاعتقاد له أكبر أثر في حياتنا ؛ سلباً أو إيجاباً : فنرفض أمور ونتقبل أخرى بناءاً على إيماننا واعتقادنا بها ؛ وفي الأمور الدنيوية قد يكون فيما نرفضه خير كثير وفيما نتقبله شر كثير ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ) البقرة-216 ..
وإذا غيّر الإنسان من اعتقاده أو زاد من إيمانه فإنه يغير إدراكه للعالم ؛ ويضع الإنسان لنفسه حدوداً وقيوداُ بسبب ما يؤمن به ؛ ويمكنه توسيع تلك الحدود والقيود أو تضييقها أو رفعها إذا غيّر نظام الإيمان والإعتقاد لديه أو زوده أو أنقصه .
والقيم كذلك تحد من إدراكنا للعالم وهي ما نعتبره أمراً هاماً ونطلب من الآخرن الإلتزام بها ؛ ولهذه القيم مراتب ودرجات تتفاوت في الأهمية عند كل إنسان ؛ نضعها في بناء هرمي تتربع في قمته أهم قيمة ثم الأقل أهمية ؛ وإذا تغيرت مواقع هذه القيم بالنسبة لبعضها صعوداً وهبوطاً فإن خارطة العالم في الذهن تتغير فتتسع حدود العالم وتضيق في أذهاننا ؛ فمثلاً :
الصدق قيمة والصداقة قيمة .. ولكن أيهما أعلى مرتبة في سلم القيم ؟ هل نضحي بالصديق لأجل الصدق ؟ أم نكذب لأجل الصداقة ؟ ذلك يعتمد على موقع كل من القيمتين بالنسبة لبعضهما البعض عند كل إنسان .
ثانياً : عملية الإدراك Cognition :
يتم الإدراك الحسي عن طريق ورود المعلومات إلى الدماغ من الحواس الخمس : البصر ، السمع ، اللمس ، الذوق والشم .
والعقل أو الفكر أو الادراك بمعنى واحد هو : ( نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع ). وهذا التعريف هو نفس تعريف العملية العقلية أو التفكير. والفكر وإن كان بمعنى العقل إلا أنه قد يُطلق ويُراد به نتيجة عملية التفكير أي قد يُراد به الحكم على الواقع، أو الحكم الذي يصدره العقل على الواقع . وعليه فالعقل أو الفكر أو الادراك هو العملية التي بواسطتها يتمكن الانسان من ادراك ماهية الأشياء أو ادراك مكنونها أو الحكم على الأشياء ما هي ؛ كيف يعي الأمور ويزنها .
من التعريف المذكور يتبين أن العناصر الأربعة التي يتكون منها العقل هي :الدماغ ، الواقع ، الحواس ، والمعلومات السابقة التي يفسر بواسطتها الواقع ..
فإلى جانب الدماغ لا بد من توفر الحواس، والمعلومات، والواقع الذي نريد التفكير فيه. أما الحواس فالمقصود بها الحواس الخمسة المعروفة، وأما المعلومات السابقة فهي المعلومات المتصلة بالواقع محل التفكير. وأما الواقع فيقصد به كل ما يقع عليه حس الانسان، فالشجر واقع، والماء واقع، والانسان واقع، والروائح المنبعثة من الأشياء واقع ، والطعم الذي نتذوقه واقع ، وهكذا كل ما يحسه الانسان باحدى حواسه الخمسة هو واقع يمكن التفكير فيه أو يمكن اصدار الحكم عليه ما هو .
حسناً .. لنفرض أن أي حدثاً حصل أمامك .. فإن إدراكك له يختلف عن إدراكي له وعن إدراك من بجانبك له .. وعملية الإدراك تحدث بالتسلسل التالي :
في البداية يحدث المؤثر الخارجي (الذي أسميناه الواقع) فتلتقط الحواس بعض هذا المؤثر وتقوم الحواس بإرسال معلومات تصل إلى الفلاتر" المرشحات " فتصفي أقوى سبع معلومات منها وتدخلها للوعي (هذه الفلاتر هي جزء خارجي للعقل الواعي) فيعيها العقل الواعي ويرسل الاستجابة إلى الاعضاء المسؤولة ثم يخزن هذه المعلومات في العقل الباطن ..تمر الأوامر المرسلة إلى الأعضاء المسؤولة على المرشحات نفسها ثم تظهر كردود أفعال وتفاعل مع المؤثر الخارجي .. المعلومات الاخرى التي لم تدخل للعقل الواعي تنتقل للعقل الباطن مباشرة وتبقى هناك حتى ينقب عنها العقل الواعي ..
هناك فرق بين المرشحات وبين عملية الثمثيل الداخلي .. المرشحات هي مكونة من اللغة والحواس والمعتقدات والقيم والمعايير والمبادئ والخبرات.. فأنت ببساطة لا تعي ملايين المعلومات التي تتنافى مع معتقداتك وقيمك وخبراتك وقد تعي منها ماكان قويا جدا فقط.
أما التمثيل الداخلي فهو عملية حكم العقل الواعي على المعلومات التي وعاها.. وهذا أيضا بناءا على المعتقدات والقيم والخبرات والتجارب والبرامج واللغات العقلية العليا ..
أما الحالة .. فهي حالة الشخص أثناء حدوث الحدث هل هو هادئ أم غاضب .. فمثلاُ لو سمع كلمة معينة وهو هادئ لما تفاعل معها .. ونفس الكلمة لو سمعها وهو غاضب قد تأتي ردة فعله مختلفة تماما ..
إذن :
هذا هو معنى الإدراك(العقل) بالمجمل، وهذه هي العناصر التي يشترط توفرها حتى يوجد العقل أو حتى يوجد التفكير، وهذه هي العلاقة بين العناصر الأربعة التي يتكون منها العقل. فإذا نقص عنصر واحد من هذه العناصر الأربعة استحالت عملية التفكير: فإذا لم يوجد دماغ صالح للربط لم يوجد فكر ولا تفكير. ومحاولة التفكير بغير الواقع المحسوس ليست هي فكرا ولا تفكيرا وإنما هي تخيلا وافتراضات وأوهام، كمن يحاول التفكير في الذات الالهية، ولذلك كانت الأبحاث الفلسفية عبارة عن فروض وأوهام وخيالات وليست فكرا أو أفكارا لأن موضوع بحثها هو ما وراء الكون أو ما وراء الطبيعة. وأما المعلومات السابقة فتعتبر كذلك شرطا في التفكير كشرط الدماغ والواقع، فمثلا إذا لم يكن عندك معلومات سابقة عن اللغة الصينية فإنك لن تستطيع أن تفهم نصا مكتوبا باللغة الصينية، فمهما كررت احساسك بالنص ستبقى المسألة مجرد إحساس دون أن تتمكن من ادراك واقع النص أي من دون أن تفهم النص. وآدم عليه السلام لم يكن له ليدرك الأشياء لولا أن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه المعلومات التي يستطيع بواسطتها تفسيرها، قال تعالى { وعلم آدم الأسماء كلها } .
ثالثاً : الأنماط :
قال تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) الإسراء - 36 .
يمثل الإحساس المتولد عن كل حاسة من حواسنا الخمس، نمطاً Mode خاص للإدراك، فالإدراك الناتج عن (رؤية) شئ هو النمط الصوري، والإدراك الناتج عن (سماع) شئ هو النمط السمعي، والإدراك الناتج عن (الإحساس ) بشئ هو النمط الحسي، وهناك إدراك يشترك فيه نمط أو أكثر من أنماط الإحساس، كأن نرى طائراً (صوري) يغرد (سمعي) .. كما يمكن تحويل الإدراك من نمط إلى نمط ، فعندما نسمع صوت الطائرة (نمط سمعي) فإننا نتصور شكل الطائرة (نمط صوري) ..
وبالرغم من إشتراك الحواس الخمس كلها في عملية الإدراك في حياتنا إلا أن الغالبية العظمى لمدركاتنا، ولذكرياتنا كذلك، تأتي عن طريق ثلاث حواس رئيسية هي: البصر والسمع والإحساس، فينتج لدينا 3 أنماط للناس:
نمط بصري .
نمط سمعي.
نمط حسي.
وتدعى أحياناً هذه الثلاث أنماط بالإنجليزية VAK وهي اختصاراً لـ: Visual, Auditory, Kinesthetic .
ولمعرفة نمط الإنسان الغالب عليه ، هناك وسائل كثيرة حيث أن لكل نمط مميزات عديدة في طريقة الكلام وزاوية النظر ونبرة الصوت والتعامل مع الغير .... ألخ. و منها " لحن الخطاب " .. فمثلاً لو كان لدينا ثلاث أشخاص : الأول صوري والثاني سمعي والثالث حسي ، وطلبنا منهم الحديث عن يوم تخرجهم من الجامعة، سيكون لحن خطابهم كالتالي:
الأول (صوري): سيقوم بوصف المكان والقاعة بأدق التفصيل حتى كأنه يرى لوحة أمامه ويصفها لك !
الثاني (سمعي): سيقول كل الكلام الذي قاله في الحفلة والكلام الذي قيل له وطريقة النداء على اسمه لتسلم الوثيقة !
الثالث (حسي): سيكتفي بوصف مشاعره وفخره بنفسه وبفرحه ذاك اليوم !
هذه الطريقة هي أسهل طريقة للتعرف على النمط الغالب على الإنسان .. مع ملاحظة أن جميع الأنماط موجودة في كل البشر ولكن هناك نمط يغلب عند كل إنسان !
انتبه إلى المفردات والعبارات التي يستخدمها المقابل للتعرف على النمط الغالب أو المفضل له ( صوري - سمعي - حسي ) ستجد من السهل التعامل والتفاهم معه إذا حدثته بالطريقة نفسها، اي باستخدام العبارات والمفردات المفضلة لديه لأنها يدرك العالم حوله عن طريقها بصورة سريعة !! ..
لحن الخطاب :
النمط الصوري تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية وبالتالي يتأثر ويدرك العالم أكثر بها :
نظر - رؤية - تصور - مشهد - معرض - عرض - كشف - لمعان - وضوح - عين - تحديق - ملاحظة - مراقبة - صفاء - ومضة - ألوان - ظلام - فجر - أصيل - شروق - قمر - مغيب - أرى - ملامح - ظلال من الشكوك - أرى ما تقول - وجهة نظر - تسليط الضوء -من هذا المنظور - دقق النظر - ............
النمط السمعي تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية وبالتالي يتأثر ويدرك العالم أكثر بها :
صوت - سمع - نغمة - رنين - لهجة - غناء - نبرة - صراخ - سؤال - إجابة - قول - صياح - نقاش - صمت - آذان - جدال - وقع - دقة - إصغاء - حديث - همس - ثرثرة - كلام - خطابة - كلمة - جرس - صوت واضح - قوة الكلمة - كثير الكلام - يردد النغمة نفسها - انتبه إلى ما أقول - عبارات الود والثناء - قول الحقيقة - كلام الناس .......
النمط الحسي تغلب عليه الكلمات والعبارات التالية وبالتالي يتأثر ويدرك العالم أكثر بها :
شعور - إحساس - لمسة - إمساك - إنزلاق - خشن - ناعم - صلب - لين - صلد - إصبع - معاناة - ضرب - صدمة - سحق - حكة - سطح - حاد - مسح - دفع - شد - سرور - ساخن - حار - بارد - جذب - ضغط - ثقل - ألم - جرح - فرح -يغلي من الغضب - يسيطر على نفسه - أمسكه بقوة - يضع يده - يمسه بسوء - قبضة حديدية - ألم في الظهر - أساس متين - عديم الاحساس - اصبر قليلاً - يخدش شعوره - يجرح كرامته - أعصاب باردة ......
إذن :
معرفة النمط الغالب على الشخص المقابل تساعد على التفاهم معه وإيصال المعلومة له سواء كان ذلك في عملية الشرح أو الكتابة أو التفاوض أو البيع والشراء وغيرها كثير، أما التعامل مع مجموعة من الناس، في محاضرة أو خطبة أو دعاية أو إعلان أو كتابة درس أو مقال، فإن الأسلوب الأنسب هو استخدام مزيج متوازن من الكلمات الصورية والحسية والسمعية وعدم الاقتصار على نمط واحد بمعنى ((( المرونة )))، ذكر التواريخ وكتابة الأرقام مهمة حيث أنها تدرج تحت النمط السمعي باسم: نمط سمعي رقمي ويدرك بواسطتها البعض الأمور ..

0 التعليقات: